اكثر من الحمد تأتيك السعادة
أكثر من الحمد لله تأتيك السعادة
                           *************************            
              فعسى تأخيرك عن سفر خير   

وعسى حرمانك من زواج بركة

وعسى ردك عن وظيفة مصلحة

وعسى حرمانك من طفل خير

وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم

" لأنه يعلم وأنت لا تعلم "

" فلا تتضايق لأي شئ يحدث لك "

" لأنه بإذن الله خير "

يُقآل :

لا تكثر من الشكوى فيأتيك الهم

ولكن

أكثر من الحمد لله تأتيك السعادة

يحكى أن شيخاً  كبير كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبّباً إليه.. في يوم من الأيام خرج الجواد وضل الطريق و لم يعود  فجاء إليه جيرانه يواسونه فى حظه العثر لفقده جواده   
فأجابهم بلا حزن   " وما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟ "
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة.. فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا     الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل" وما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟ "
 ولم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه
وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع
" وما أدراكم أنه حظ سيء ؟ "
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر...
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهّد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهّد لحظ عاثر .
وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون ن إن كان فقد هذا الشىء  شراً  أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ... إنمـا يشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر  ...هؤلاء هم السعداء..
فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان ... لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء ... وقد يكون الشقاء طريق لسعادة أكبر ...
                           
والاسلام الحنيف يؤكد على ذلك
                                                                        (فإن مع العسر يسرا)
وكذلك رب ضارة نافعة.