كان رجلا يسير فى طريق طويل وحده ... وفجأة ..سمع صوت زئير
شديد لأسد يبدوا أنه جائع ... خاف الرجل وبدأ يسرع بخطواته هربا من أن يراه الأسد
... وكلما إبتعد ... اقترب منه صوت الأسد وزاد زئيره ...
فوجد بئرا عميقا فى لحظة اقتراب الأسد منه ... معلق به حبلا
طويلا ... فنزل فى البئر ممسكما بالحبل ... لكن الحبل كان قصيرا لدرجه أنه لم يصل به
الى القاع ....
تعلق بالحبل قبل القاع بمسافة ... ومازال الأسد ينتظره أعلى
البئر ...
لحظات وسمع فحيح قوى يصدر من قاع البئر ... فنظر لأسفل فوجد
ثعبانا ضخم ينظر اليه بلهفة ... فتملك منه الرعب والرهبة ...
ففى الاعلى أسد ينتظره بلهفة ليلتهمه ... وفى القاع ثعبان ينتظره
ليلتهمه وهو معلق بالحبل فى المنتصف ...
وإذ هو كذلك ... وجد فأرين أحدهما أبيضا والثانى أسودا ...
يقرضان بالحبل بأسنانهما قرضا سريعا ...
فكر قليلا واستقر به عقله أن يقوم بهز الحبل ليبعد الفأرين
عن الحبل ... وظل يهز ويتأرجح بالحبل ... وبدأ يلامس أحد جدران البئر ... ووجد على
احد كتفيه مادة لزجة تشبه العسل ... فإستطعمها فإذا بها عسلا طيب المذاق ... ... فزاد
من تأرجحه ليأكل من العسل مرة ومرة ومرات ....
نسى الأسد ونسى الثعبان ونسى الفأرين اللذين يقرضان فى الحبل
.... واستمر فى أكل العسل والتأرجح بالحبل ...
وفجأة انتهى الفأران من قرض الحبل فسقط فى القاع ....
إستيقظ فجأة من نومه ليكتشف ان ما رأه مجرد حلم بشع .... فذهب
الى أحد الحكماء ممن اشتهر بتفسير الأحلام ... فقال له :
-
أما الأسد فهو ملك الموت
-
وأما الثعبان ... فهو عملك السئ ( ترك صلاتك المفروضه)
-
وأما الحبل فهو .... عمرك
-
وأما الفأرين الابيض والأسود ... فهما الليل والنهار يقضران
فى عمرك
فسأله الرجل ... وماذا عن العسل ... ؟؟؟؟
فقال له : العسل هو الدنيا بكل ما فيها من متع وملذات وأموال
وبنين ومناصب ... أنستك الموت والعمل والآخرة وأنستك صلاتك ....
سبحااااااااااااااااااااااااااااانك ربى لا اله الا انت انى
كنت من الظالمين ....